تقطع “الاضطرابات الذهانية” حبل الوصل بين الواقع والخيال، وتفتك بعقل المصاب فتحمله إلى عالم وهمي خيالي لا وجود له، كما يفقد المريض القدرة على التصرف بشكل سليم عند التعرض لنوبات الذهان؛ لذلك نسلط الضوء في هذا الموضوع على هذه الاضطرابات لنقدم دليلاً بأنواعها ومسبباتها وطرق التعامل معها.
حقيقة الاضطرابات الذهانية:
هي اضطرابات نفسية حادة تصيب المرء فتعيق تفكيره، مؤدية إلى انفصاله عن الواقع وسيطرة الهلوسات والضلالات عليه، ويقصد بالضلالات المعتقدات الخاطئة التي يتبناها الشخص، كإيمان المريض بأن أحد الأشخاص يتآمر عليه أو أن البرامج التلفازية ترسل له رسائل خفية، في حين تعني الهلوسات التصورات الخاطئة، أي رؤية أمور لا وجود لها في الواقع وسماعها.
أبرز أنواع الاضطرابات الذهانية
أولاً: الفصام، حيث يؤثر الفصام في القدرات العقلية للمريض، متسببًا في حدوث تغيرات في كيمياء الدماغ، إلا أن أعراضه تختلف في حدتها وطبيعتها من مريض إلى آخر.
ثانيًا: اضطراب الفصام الوجداني، ويصيب الأشخاص الذين تظهر لديهم أعراض الفصام، إضافة إلى أحد اضطرابات المزاج، كاضطراب ثنائي القطب أو الاكتئاب .
ثالثًا: الاكتئاب الذهاني، ويعرف بكونه الاكتئاب المقترن بالهلاوس أو الضلالات، كإيمان المريض بأنه يعاني مرضًا جسديًا خطيرًا.
رابعًا: الاضطراب الذهاني الناجم عن العقاقير، يؤدي استخدام بعض العقاقير أو أعراضها الانسحابية إلى الإصابة بهلاوس أو ضلالات تظهر بشكل مفاجئ وتختفي مع اختفاء تأثير العقار.
أسباب الإصابة بالاضطرابات الذهانية:
يلعب عدد كبير من العوامل دورًا في رفع فرصة الإصابة بهذه الاضطرابات لشدة تعقيدها وغموضها، وأهم هذه العوامل تتمثل في تاريخ العائلة الطبي، تغيرات على مستويات ناقل الدوبامين العصبي في الجسم، التوتر الحاد، وكذلك التعرض لإصابة في الرأس أو لمشاكل ذات صلة بنمو الدماغ.
أعراض الإصابة بالاضطرابات الذهانية:
تشتمل أعراض الإصابة بـ”الاضطرابات الذهانية” على الاكتئاب وتقلب المزاج، القلق والارتياب، الغضب والخوف والتصرف بطريقة غير عقلانية، انخفاض مستويات الطاقة في الجسم، صعوبة في التركيز،الاستخدام غير المناسب للكلمات، مواجهة صعوبة في السيطرة على الأفكار، فقدان الشهية، صعوبة في النوم، العزلة الاجتماعية، الشعور بألم في سائر أنحاء الجسم.، إضافة إلى تغيرات في عادات العمل والاعتناء بالنظافة الشخصية.
نصائح عامة للمصابين بأحد الاضطرابات الذهانية:
1- عدم استبصار المصاب بالمرض يؤخر عملية الشفاء ويؤثر سلبا على مآل المرض ،لذا من المهم جدا استشارة الطبيب النفسي والالتزام بالخطة العلاجية.
2- اتباع نظام غذائي صحي والحصول على قدر كاف من النوم.
3- تعرف إلى جميع محفزات نوبات الذهان، كقلة النوم وتناول بعض العقاقير لتفادي هذه النويات قدر المستطاع.
4- حافظ على علاقتك بأصدقائك، وحاول أن تحيط نفسك بالإيجابيين، وتجنّب الانعزال عنهم؛ لأن ذلك يزيد أعراضك سوءًا.
5- إذا شعرت بصعوبة في تقييم بعض المواقف لعدم معرفتك فيما إذا كانت جزءًا من الواقع أم لا، اطلب من أحد الأصدقاء مساعدتك على ذلك.
6- توفير بيئة آمنة للمصاب والمحيطين به.
7-يحتاج المريض للتنويم في المستشفى عند ازدياد حدة الأعراض لديه لأنه قد يؤذي نفسه أو غيره.